محمود طاهر لاشين

من هو محمود طاهر لاشين؟؟

كيف يمكن لقارئ نهاية القرن العشرين أن يستمتع بأدب ناضل أجداده في مطلع هذا القرن لصياغة رؤاه وبلورة قيمه وتأسيس مواضيعه الفنية، وتخليص لغته من آثار قرون من البلاغة اللفظية والمحسنات البديعية؟ من هذا السؤال الأساسي أنطلقت فكرة صبري حافظ لتأسيس مشروع أدبي مهم في القاهرة حول "رواد الفن القصصي". وقد صدر المجلّد الأوّل من السلسلة عن "المجلس الأعلى للثقافة"، متضمّناً "الأعمال الكاملة" لمحمود طاهر لاشين. في تقديمه ينتقد صبري حافظ فكرة إصدار "المؤلفات الكاملة" من دون ضوابط. أما جابر عصفور، رئيس المجلس، فيتعبر أن السلسلة يمكن أن تسهم في تصحيح معنى الأعمال الكاملة، واعداً بأن تكون "قومية المنظور"، فتشمل شتّى الأقطار العربية. ومحمود طاهر لاشين 1894 - 1954 لم يظهر في منتصف العشرينات ككاتب يطرح مشروعاً فردياً، على الرغم من فرادة إنجازه، بل ضمن سياق مدرسة أدبية تعبر عن أحلام جيل كامل بلورته ثورة 1919. وكوّن هذا الجيل "المدرسة الحديثة" التي عبرت عنها مجلة "الفجر" "صحيفة الهدم والبناء" التي ترأس تحريرها أحمد خيري سعيد، وصدر العدد الأول منها في 8 كانون الثاني يناير 1925، واستمرت في الصدور اسبوعياً حتى 31 كانون الثاني يناير 1927. نشرت مجلة "الفجر" القصص والقصائد والترجمات القصصيّة والفكريّة، وعرّفت بالمذاهب الأدبية. ويلحّ صبري حافظ على استخدام مصطلح "الأقصوصة" وهو يتعامل مع نتاج لاشين "لأنه أدق من حيث دلالته على هذا الجنس الأدبي بلفظة واحدة بدلاً من اثنتين، ولأنه يتيح إضافة صفة لها التمييز بين النصوص القصيرة والطويلة ضمن هذا الجنس الأدبي". ويخلص الناقد والباحث المصري الى أن محمود طاهر لاشين كان من أبرز كتاب عصره تعبيراً بالأقصوصة عن هموم ذلك العصر، وسيراً بها في طريقها نحو الهدف الذي تمناه لها عيسى عبيد، وهو أن تصبح أقصوصة مصرية وعصرية في الوقت نفسه. وقد ضمّ الجزء الثالث من الأعمال الكاملة ملحقاً بالدراسات التي كتبت عن أعمال لاشين، بتوقيع منصور فهمي، أحمد زكي أبو شادي، حسين فوزي، يحيى حقي، محمود تيمور، وحسن محمود.

تعليقات

المشاركات الشائعة